صدر عن وكالة سفنكس للفنون والآداب فى مصر رواية بعنوان " ضابط برتبة عنكبوت " للكاتب إيهاب عصمت ، والرواية إضافة جيدة للفن الروائى فى الثقافة العربية ، وربما تكون هذه الرواية تعبيرًا عن الواقع ... لكنها في الحقيقة من نسج الخيال، وليس لها علاقة بأشخاص بأعينهم .. أو أحداث وقعت بالفعل، ولا علينا أية مسئولية.. إذا ربط القارئ الرواية.. بأشخاص أو أحداث حقيقية.
امتلأ البانيو وفاض.. فانساب الماء منه سابحًا على الأرض، وبعنفوان راح يجذبه، فأسقطه أرضًا.. مرتميًا فوقه، فانفجرت قطرات الدماء من عينيه، لتختلط بالماء فيتحول لبركة من اللون الوردى...
في زهو يملؤه ويتملك منه، مثلما يتملك المرض من الإنسان فيفتك به ، خرج حاتم من كلية الشرطة بالعباسية.. صباح الخميس 19/3/1990 إنه ما زال في الفرقة الأولى.. لم يُشبع رغبته بعد في رؤية نفسه بزي الكلية الرسمي، رغم أن أخاه الأكبر في الفرقة الثالثة، وقد ملَّ مشاهدته بسترة الأكاديمية.
بحث عن أخيه لم يجده، فأخذ تاكسيًا هو وزملاؤه إلى مصر الجديدة، حيث يقطن مع أسرته في شقة من طابقين.
عندما دخل البيت لم يجد إلا الخادم، منال.. الاسم الذي أطلقه عليه حاتم، بينما اسمه الحقيقي سعيد.. طفل في الثانية عشرة من عمره، سأله حاتم عن أمه.. خرجت هي وأخته الصغيرة.. دينا.. طفلة في المرحلة الابتدائية.
رن جرس الهاتف.. كانت الفتاة التي ما زالت ترسب في الثانوية العامة، أتحبه هي ؟.. محتمل، لكنها تواعده كثيرًا.. ولم يأخذ منها ما يبتغيه من الغصن الساكن فخذيها أو حتى رشفة من رحيق شفتيها، فراح يبتسم عندما منحته موعِدًا لمقابلتها بعد ثلاث ساعات من الآن، دلف سريعًا إلى الحمام كي يستحم.. ويغير ملابسه؛ تهيئاً لمقابلة فتاته، زخات الماء كانت تتساقط من فوقه.. وهو يدلك جسده بشاور برائحة الفل التي يعشقها... فجأة فتح عينيه.. فأغمضهما سريعًا عندما شعر بالصابون يتسلل إليها، لكنه عاد وابتعد من أسفل الدش.. تاركه يعمل، ينظر إلى الماء المتساقط منه، محاولاً إبعاد شبح الفكرة التي تراوده الآن. حاول.. لكنه لم يستطع؛ فهي فرصة.. أمه ليست في المنزل.. وسعيد بمفرده الآن، حاول أن ينسى.. فهو ذاهب لمقابلة فتاته.. وربما يأخذ ما يريده هذه المرة، إلا أنه خرج من البانيو.. تاركًا الدش يعمل.. ووضع سدادة الإحكام فأوقفت تسريب الماء؛ كي يحدث الماء المتساقط من الدش صوتًا عاليًا، ونادى على سعيد متعللاً أن يناوله شيئًا ما من خلف باب الحمام: منال أحضري لي الفوطة الكبيرة..
وجاءه سعيد بما طلب مادًا يده من خلف الباب الموارب، فقبض حاتم على يده بإحكام وسحبه إلى داخل الحمام وأغلقه، وما إن رأى سعيد منظر حاتم العاري، وقطرات الماء تتساقط من رأسه وجسده، ونظر فوجد عضوه منتصًبا.. ففهم.. فصرخ، مستنجدًا مستعطفًا.. لكن حاتم يجرده من ملابسه..
وهو يقول له: كل مرة تتعبيني كده يا منال..
وغرس عضوه بين أردافه.. وأخذ يأتيه.. فراح نشيجًا صاخبًا.. متقطعًا من سعيد يتحد مع صوت الماء المتساقط من الدش، فيصنع سيمفونية سوداء أشبه بأجراس الموت، وامتلأ البانيو وفاض.. فتساقط الماء منه سابحًا على الأرض، وبعنفوان الشهوة الصارخة.. جذب حاتم سعيد بقوة.. فأسقطه على الأرض مرتميًا فوقه يأتيه، فانفجرت قطرات الدم من عين الولد.. لتختلط بالماء.. فتحوله لبركة من اللون الوردي.
فى البدء اعتقد أنها من حاجبيه، عندما أسقطه على أرض الحَمَام، لكن عندما دقق النظر، وجد عين سعيد تتساقط منها قطرات من الدماء شبه لازجة عبر جرح.. لم يبال واستمر، شيء واحد كان يتذكره أفلام الفيديو العارية، التى يشاهدها هو وأخوه، فى نفس هذه الأشياء.. وكيف كان يستمر الذَكر منهم مع من يضاجع فترة طويلة فى الممارسة دون قذف، هذا كل ما كان يشغله.
وفي هذه المرحلة عادةً ما يكون سعيد تحول إلى جسد من الصقيع الجامد، يصنع حراكًا متنافرًا من حين لآخر، وكأنه شيء مذبوح.. ينتفض والروح تخرج.
بعدما انتهى.. غسل لسعيد وجهه وهو يقول: حذار أن تتفوه بكلمة واحدة.. وضع بنًا على الجرح الصغير هذا.. ولو سألتك أمي.. قل لها اصطدمت بشيء فى المطبخ.
لم يجب سعيد وهو ينتفض.. غيامًا وسحبًا أمام عينيه من كثرة بكائه، وأثار اصطدام رأسه في الأرض، ارتدى سرواله وهو يترنح.. يخرج من الحمام يصل إلى المطبخ بالكاد، يجلس دافنًا رأسه بين يديه وركبتيه.. مستمرًا في البكاء، حتى يسقط.. وتغشاه أوقات من نوم أشبه بالموت.
بينما حاتم جالس على حافة البانيو، بعدما أغلق الدش.. وسمح للماء أن يتسرب، يشعر بإعياء شديد.. يدغدغ جسده؛ فهو: لا يأكل بصورة جيدة في الكلية، ويدخن الحشيش.. والبانجو مع أصدقائه، فصحته لم تعد تتحمل كل هذا، وعندما نظر في مرآة الحمام.. وجد نِنِي عينيه بدأ يكبر، ويتسع ليملأ العين كلها، مداريًا وحاجبًا بياض العين، لتصبح عيناه اليسرى كلها عسلية اللون، بلون النِنِي فقط.
هذا ما حدث بالفعل.. ويحدث.. فى بيت "محمود الجبالي"، وزوجته "شهيرة فؤاد"، وأولادهما حسب الترتيب العمرى "طارق"، "حاتم" ، و"دينا" والخادم الذى يعمل عندهم "سعيد".
dabtberotbt3ankabout@groups.facebook.com
نظام Facebook Connect
